'' الحمد لله والصلاة والسلام على مولانا رسول الله واله وصحبه
فخامة الرئيس
أصحاب المعالي والسعادة
حضرات السيدات والسادة
إن السعادة لتغمر قلبنا منذ حللنا بأرض تونس الفيحاء مجددين اللقاء بأخينا العزيز فخامة الرئيس زين العابدين بن علي الذي نكن له شخصيا فائق المودة والتقدير والاحترام ولشعبه الشقيق كامل المحبة والاكبار معتزين بما تحقق له بفضل قيادتكم الرشيدة من موصول التقدم والازدهار والاستقرار.
واسمحوا لنا سيادة الرئيس أن نعرب لكم عن بالغ تأثرنا بكلماتكم الرقيقة ومشاعركم النبيلة وأن نعبر عن جزيل شكرنا على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة التي حظينا بها في رحابكم والتي تدل على نبل الشيم التي تتحلون بها ومتانة الوشائج التي تجمع بيننا.
فخامة الرئيس
إن العلاقات الوثيقة التي تربط بلدينا وشعبينا الشقيقين تستمد قوتها ومرجعيتها واستمرارها من الإرث الحضاري المشترك الضارب بجذوره في أعماق التاريخ ومن تلاحم مسيرة بلدينا في العصر الحديث منذ الكفاح ضد الاستعمار الى عهد الاستقلال حيث خاض بلدانا معا معركة البناء والتحديث والتنمية الشاملة والتطلع للعمل الموحد العقلاني.
وإن الخصوصيات التي تميز العلاقات المغربية التونسية تجد بعدها في أن بلدينا كانا وسيظلان من الركائز الصلبة التي يقوم عليها بنيان صرح المغرب العربي حيث يسجل لهما التاريخ بمداد الفخر والإعتزاز مواقفهما الإيجابية وسعيهما الدائم الى بناء كيان مغرب عربي قوي يستجيب لطموحات شعوبه وهذا ما يوطد أملنا المشترك في ترسيخ دعائم هذه المسيرة المشتركة واصلين الماضي المجيد بالحاضر الواثق والمستقبل المشرق لتجني شعوبنا ثمار نضالها وتحقق تطلعها الى مستقبل واعد.
فخامة الرئيس
منذ تأسيس اللجنة العليا المشتركة التي كان لوالدنا المنعم جلالة الملك الحسن الثاني تغمده الله بواسع رحمته رفقة فخامتكم فضل وضع لبناتها قطعت علاقتنا أشواطا كبيرة ومهمة على درب مسيرة التعاون الثنائي المشترك وتم انجاز العديد من الخطوات والتوقيع على الكثير من الاتفاقيات والبرامج التنفيذية وفي مقدمتها اتفاقية التبادل الحر الموقعة بالرباط بتاريخ 16 مارس 1999 بمناسبة زيارتكم الميمونة الى بلدكم المغرب.
إن هذه الاتفاقية التي نعتز بها لتعتبر نموذجا حيا لنوعية العلاقات الجديدة التي ستمكننا من مواكبة التطورات التي تلوح في الأفق الدولي ومواجهة تحدياتها بكل ثقة وعزم.
وإن لقاءنا الاخوي اليوم لمن شأنه أن يبعث نفسا جديدا في كل الموءسسات العاملة على التعاون بين البلدين لإقرار أساليب جديدة وخلق حركية قوية من أجل تنشيط أوجه التعاون المثمر في كل المجالات وتفعيل موءسساته.
كما أن التوجهات والاختيارات التنموية المتشابهة بين المؤسسات الاقتصادية ببلدينا جعلت الروابط القائمة بين بلدينا تزداد متانة وقوة وتبشر بمستقبل متميز لعلاقاتنا.
ومهما تكن الأرقام التي سجلتها مجالات التبادل التجاري والتعاون الاقتصادي فإننا نطمح الى انجاز مستويات أفضل والى تحقيق تكامل أوسع.
فخامة الرئيس.
إن دول اتحاد المغرب العربي مدعوة اليوم اكثر من ذي قبل الى العمل سويا في جو من التفاهم والاحترام المتبادل بغية تجاوز كل العراقيل وإعطاء هذا الاتحاد انطلاقة جديدة تؤهله لرفع التحديات التي تفرضها ظروف العولمة والتي لن نسنطيع مواجهتها بشكل انفرادي مهما حاولنا.
ولكي نضمن كسب رهانات هذه التحديات الحاضرة والمستقبلية يتعين علينا علاوة على تفعيل آليات اتحاد المغرب العربي انتهاج استراتيجية محكمة تستوعب المصالح المشتركة لشعوبنا والاستثمار الامثل لتكامل طاقاتها وامكاناتها ضمن تدبير عقلاني يعتمد الواقعية ويحفزه الطموح.
فخامة الرئيس
إن الواقع العربي يدعونا لبذل المزيد من الجهود لنصرة القضايا العربية والإسهام الإيجابي في تفعيل مسلسل التسوية السلمية بالشرق الاوسط معتبرين أن الوقت قد حان ليجد هذا المسلسل في إطار الشرعية الدولية والاوفاق المبرمة بين الاطراف المعنية الصيغ النهائية العادلة والمنصفة على كل المسارات بما فيها قيام الدولة الفلسطينية المستقلة و عاصمتها القدس الشريف.
كما نود بهذه المناسبة أن نؤكد من جديد دعمنا للجماهيرية الشعبية الليبية الشقيقة بالدعوة الى الإسراع برفع كل العقوبات المفروضة عليها حتى تتمكن من استعادة مكانتها الطبيعية ودورها في محيطها المغاربي والعربي.
كما أننا نتابع بانشغال ما يعانيه الشعب العراقي الشقيق من ظروف موءلمة من جراء الحصار المفروض عليه على مدى عقد من الزمن مهيبين بالمنتظم الدولي وضع حد لهذه المعاناة.
ولا يفوتنا بهذه المناسبة التوقف عند الاوضاع المأساوية التي تعيشها بعض الجهات في قارتنا الافريقية مجددين دعوتنا لتفعيل تضامن افريقي ودولي ملموس كفيل بانهاء هذه الاوضاع حتى تستطيع دول افريقيا تسخير طاقتها لتحقيق تنمية مستديمة في ظل الامن والاستقرار.
فخامة الرئيس..
اننا مدعوون الى تكثيف التنسيق في نطاق آليات التشاور القائمة بيننا لتعزيز دورنا في مسار برشلونة موءكدين على أن التعاون مع جيراننا في الضفة الاخرى للمتوسط يجب أن ينبني على إقامة علاقات شاملة ومتكافئة تأخذ بعين الاعتبار اهتمامات كافة الاطراف ومصالحها وفق منظور متجدد للتعاون وللتضامن.
وختاما نود أن نجدد لكم فخامة الرئيس ومن خلالكم الى الشعب التونسي الشقيق عبارات تأثرنا العميق وتشكراتنا الخالصة لحرارة الاستقبال وكرم الوفادة اللذين حضينا بهما والوفد المرافق لنا في الربوع التونسية الشقيقة.
أصحاب المعالي والسعادة..
حضرات السيدات والسادة..
أدعوكم للوقوف احتراما وإجلالا لاخينا فخامة الرئيس زين العابدين بن علي ومن أجل رفاهية وازدهار تونس والمغرب واستمرار الاخوة التي تجمع بيننا.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته''.